ثالث من أسلم من أهل عمان
من هو ثالث من أسلم من أهل عمان؟ لقد أرسل الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم أجمع ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، كما وصلت الدعوة الإسلامية إلى أرض عمان التي كانت وستظل من أهم البلاد العربية، وأسلم منهم عدد كبير، ولعب بعضهم دوراً كبيراً في نشر الإسلام.
ثالث من أسلم من أهل عمان
أما ثالث من أسلم من أهل عمان فهو مازن بن غضوبة، وقصة إسلامه قصة مؤثرة وعظيمة لا تزال تروى في التاريخ الإسلامي، أسلم مازن في السنة السادسة للهجرة، وذُكر أن الأصنام كانت سبب إسلامه، حيث أخبره الصنم بضرورة الاستماع إلى النبي محمد واتباعه.
من هو مازن بن غدوبة؟
هو مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماس بن حيان بن أبي بشر بن سعد نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيئ من قرية “سمائل” بعمان، قيل إنه من أوائل من أسلموا بعمان، أسلم في السنة السادسة للهجرة النبوية، وقصته في الإسلام تقشعر لها الأبدان، فقد كان مازن بن غضوبة في البداية ممن عبدوا الأصنام كبقية أهل عمان، وكان صنمه يسمى “بارح” وكان صنماً كبيراً ذا نحت رائع، وفي يوم من الأيام كان مازن بن غضوبة يذبح شاة بجوار الصنم “رابح”، فتكلم الصنم من تلقاء نفسه وقال له اسمع له وأخبره عن النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تؤمن به، فتعجب من هذا الأمر وذبح شاة أخرى بجوار الصنم. فتكلم الصنم مرة أخرى وأكد له ضرورة الإسلام لله وحده وترك عبادته وعبادة أي صنم آخر.
قال مازن عن ذلك: ففزعت من ذلك، وقلت: هذا عجيب، ثم بعد أيام قليلة عثرت على عتيرة، فسمعت صوتاً من الصنم يقول:
تعالوا إليّ، تعالوا إليّ، ستسمعون ما لا تعرفونه
هذا نبي أرسل بحقيقة البيت
فآمنوا به لتنجو أنفسكم من حر النار.
وفي نفس الوقت جاء شخص آخر من قبيلته إلى مازن وأخبره بقدوم رجل اسمه محمد بن عبدالله وقال أنه رسول من الله غير متكبر ولا قاس ولا يريد أموالهم وإنما يريد الدعوة إلى دين الله فكسر مازن بن غضوبة الصنم “بارح” وتوجه إلى المدينة المنورة للقاء الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو لأهل عمان بالهداية ودعا لهم وطلب منه أن يدعو الله أن يقلع عن حب الخمر والميسر والنساء وأن يلهمه البر والخير وأن يرزقه ولداً صالحاً فدعا له الرسول فاستجاب الله تعالى دعائه وأصلح مازن بن غضوبة حياته ورزقه ولداً أسماه “حيان بن مازن”. وكتب مازن قصيدة روى فيها قصة إسلامه وتحدث عن معبوده بارح والمعجزة الإلهية التي أنعم الله بها عليه وكانت سبب دخوله في دين الله في السنوات الأولى من الهجرة.[1]
انظر أيضًا: من هو أول داعية في الإسلام؟
دور مازن بن غضوبة في نشر الإسلام
ولم يتوقف دور مازن بن غضوبة الطائي عند هذا الحد فحسب، بل كان له دور ورسالة عظيمة في الإسلام، إذ بنى أول مسجد في مدينة عمان في العام السادس من الهجرة النبوية، ونشر رسالة الإسلام في أرجاء العالم الذي وصل إليه، وشارك في الغزوات والفتوحات الإسلامية هو وكل ذريته، فنشر أبناؤه وأحفاده العلوم الإسلامية من بعده.
وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على ثالث من أسلم من أهل عمان وهو مازن بن غضوبة ودوره في نشر رسالة الإسلام، إلا أن مكان أو زمان وفاته غير معلوم، ولا أحد يعرف حتى الآن أين توفي مازن بن غضوبة، إلا أن قصته كان لها أثر كبير في نشر الدين الإسلامي في عمان.