تقرير عن حضارة مجان
قائمة المحتويات
تقرير عن حضارة مجان، حيث تعتبر الحضارات القديمة هي الإرث والتاريخ التقليدي الذي تعتمد عليه الأمم في بناء مجتمعاتها، وتفتخر بأن لديها حضارة عريقة تمتد جذورها عميقاً في التاريخ، وتميزت كل حضارة بما تمتلكه من مقومات على كافة الأصعدة، وما يمكن أن تقدمه، وفي هذا المقال سنقدم لكم تقريراً عن حضارة مجان.
مقدمة تقرير عن حضارة مجان
كانت عُمان على مر التاريخ مركزاً ثقافياً فاعلاً، متفاعلاً منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم، وكانت من المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب، كما كانت من أكثر المراكز التجارية ازدهاراً في المحيط الهندي حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وتذكر الروايات التاريخية أن قبيلتين عربيتين هاجرتا إلى عُمان في القرن الثاني قبل الميلاد، إحداهما تُعرف باليمنيين، وقد جاءت مباشرة من جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، والأخرى قبيلة نزار، والتي جاءت من نجد. وعندما انهار سد مأرب عام 120م، زادت هجرات القبائل العربية إلى عُمان، وكانت الهجرة الأولى هي هجرة قبيلة الأزد بقيادة مالك بن فهم الأزدي.
انظر أيضًا: تقرير عن حضارة دلمون
تقرير عن حضارة مجان
وتشير الدراسات التاريخية إلى الارتباطات العديدة بين حضارة مجان وحضارات الشرق القديمة في الصين والهند وبلاد ما بين النهرين، وكذلك الارتباطات مع حضارات شرق البحر الأبيض المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا. وتؤكد الحفريات التي أجريت في ولاية صحار أن صناعة استخراج وصهر النحاس كانت من الصناعات الرئيسية في عمان قبل الميلاد بألفي عام. ويبدو من المؤكد أن ولاية مجان المذكورة في الصحف السومرية هي نفس أرض عمان. كما أن مادة اللبان المعروفة اليوم في عمان والتي كانت ملكة سبأ تقدمه لسليمان عليه السلام كانت تنتج في محافظة ظفار.
نشأت في مجان منذ القدم مجتمعات مستقرة مارست التجارة والزراعة وصيد الأسماك، ويرجع بعض المؤرخين أصولها إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وخلال القرن الثالث قبل الميلاد كانت مجان تمتلك ثاني أكبر أسطول بحري بعد قرطبة وصور، وكان أسطولها العربي هو الوسيلة الوحيدة لنقل حضارات منى وبابل وسوسا إلى الهند، ولذلك شكلت البحرية العمانية منذ القدم العمود الفقري للحياة الاقتصادية في حضارة مجان التاريخية، والتي تخصصت في صيد الأسماك والنقل والتجارة الداخلية والخارجية والصناعة.[1]
انظر أيضًا: تقرير عن الكهوف في سلطنة عمان
التسمية الحرة
وقد ورد اسم مجان في نصوص سومرية وأكادية، نشر بعضها علماء، ومنها نص للملك (جلجي) المعروف بملك سومر وأكاد، أشار إلى وجود صناعة بناء السفن في هذا المكان. والحقيقة أن أهل الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية اشتهروا ببناء السفن منذ القدم، فكانوا يجوبون البحار ويتاجرون، ويتوسطون في نقل التجارة من مختلف السواحل. وما زالت صناعة بناء السفن الشراعية معروفة حتى اليوم، على الرغم من قلة ربحيتها وعدم قدرتها على منافسة السفن البخارية. إلا أنها في كل الأحوال مصدر رزق لأصحابها، حيث يكتفون بالقليل من الطعام. وقد سميت مجان في نصوص أخرى (ماتو-ما-جان-نا)؛ أي أرض مجان. وفي خبر (جوديا) وهو (باتس) أنه كان يجلب الحجر من مجان لصنع التماثيل، كما كان يجلب الخشب منه ومن دلمون.
خاتمة تقرير عن حضارة مجان
وفي الختام، يبين لنا هذا التقرير أن أغلب الأدلة الجيولوجية والأثرية تشير إلى أن مجان كانت جزءاً مما يعرف اليوم بسلطنة عمان. ومجان منطقة قديمة ورد ذكرها في النصوص المسمارية السومرية حوالي عام 2300 قبل الميلاد، وظلت قائمة حتى عام 550 قبل الميلاد، كمصدر للنحاس والديوريت لبلاد ما بين النهرين. وهي حضارة قديمة، مثل كل الحضارات القديمة، وكان لها تأثير على المناطق المحيطة بها، ولكن لا شيء يبقى على حاله. فالدراهم الفارغة مستحيلة، ومثل هذه الحضارات مصدر فخر لمن ينتمون إليها.[2]
انظر أيضًا: تقرير عن العمانيين في شرق أفريقيا
من خلال هذا المقال قدمنا لكم تقريراً عن حضارة ماجان، حيث تشير الدراسات التاريخية إلى الارتباطات العديدة بين حضارة ماجان والحضارة الشرقية القديمة في الصين والهند وبلاد ما بين النهرين.