تقرير عن السلطان قابوس رحمه الله
قائمة المحتويات
تقرير عن السلطان قابوس يرحمه الله تفتخر الدول بقادتها الحكماء الذين يستطيعون تحقيق الأمن والأمان والاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي ودفع دولهم لمواكبة التقدم والتطور وفي ظل التجربة العمانية الناجحة التي قادها السلطان قابوس يرحمه الله لجعل سلطنة عمان من الدول البارزة محلياً وعالمياً نقدم في هذا المقال تقريراً عن حياة هذا السلطان العماني.
من هو السلطان قابوس؟
هو جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل سعيد – يرحمه الله. والده سعيد بن تيمور ووالدته ميزون المعشني وزوجته نوال بنت طارق آل سعيد. وهو تاسع سلطان لسلطنة عمان وأطول الحكام العرب حكماً. شغل العديد من المناصب في سلطنة عمان مثل رئيس الوزراء ووزير الدفاع ومحافظ البنك المركزي والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة. ولد في صلالة عام 1940م. بدأ تعليمه في عمان ثم أرسله والده لإكمال تعليمه في إنجلترا حيث درس لمدة عامين في مؤسسة سوفولك التعليمية. ثم التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية كضابط مرشح. وبعد تخرجه التحق بإحدى كتائب المشاة البريطانية التي كانت تعمل في ألمانيا للتدريب على القيادة والفنون العسكرية. ثم درس فنون الإدارة والقيادة ودرس أنظمة الحكم في السلطنة. تعرف على العديد من دول العالم وثقافاتها حتى أصبح واسع الاطلاع، ثرياً بالأفكار، سليم الرأي، تولى مقاليد الحكم في سلطنة عمان في 23 يوليو 1970 بعد انقلابه على والده السلطان سعيد بن تيمور، واستمر حكمه قرابة 50 عاماً حتى وفاته في 10 يناير 2023.[1]
انظر أيضًا: متى ولد السلطان قابوس؟
تقرير عن السلطان قابوس رحمه الله
ولد السلطان قابوس عام 1940 في مدينة صلالة ودرس على أيدي نخبة من أساتذة اللغة العربية ومبادئ الفقه والدين حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في المدرسة السعيدية بصلالة حيث تعلم العلوم الأساسية للغة العربية والرياضيات والعلوم المختلفة واللغات الأجنبية ثم أتيحت له فرصة السفر واستكمال تعليمه في الخارج بعد أن قرر والده إرساله إلى المملكة المتحدة لإكمال تعليمه العالي هناك فدرس في العديد من المؤسسات التعليمية والأكاديميات العسكرية الأجنبية حيث تدرب على فنون الإدارة والقيادة ودرس العديد من الدورات التخصصية في الشؤون الإدارية وتنظيم الدولة ثم جال العالم ليستكشف ثقافاته وأساليب الحكم والقيادة وعاد إلى السلطنة عام 1964 وواصل دراسته في الدين الإسلامي والتاريخ والحضارة العمانية وفي عام 1970 نفذ السلطان قابوس انقلاباً أبيض على والده السلطان سعيد بن تيمور واستولى على مقاليد الحكم. وقد سمي ذلك اليوم بيوم النهضة المباركة، واستمر حكمه للسلطنة حتى وفاته عام 2023، أي نحو 50 عاماً.[1]
انظر أيضًا: متى تولى السلطان قابوس الحكم؟
سيرة السلطان قابوس
سنتحدث فيما يلي عن سيرة السلطان قابوس طيب الله ثراه:[1]
ميلاد السلطان قابوس
وُلِد السلطان قابوس في مدينة صلالة بمحافظة ظفار بسلطنة عمان في السابع عشر من شوال 1359 هـ الموافق الثامن عشر من نوفمبر 1940م، وهو أحد أبناء الأسرة الحاكمة التي حكمت عُمان لفترة تجاوزت 260 عاماً، وهو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، وتلقى تعليمه في طفولته في عُمان، حيث درس الابتدائية والثانوية على أيدي أساتذة أقوياء في اللغة العربية وأصول الدين ومبادئه في المدرسة السعيدية بصلالة، ثم أرسله والده إلى إنجلترا لمواصلة تعليمه هناك، والتحق بالعديد من الأكاديميات والمؤسسات التعليمية هناك وسافر إلى العديد من دول العالم ليعود إلى سلطنة عُمان ويصبح حاكماً لها.
إنجازات السلطان قابوس
وقد أدت الدراسات والتدريبات التي تلقاها السلطان في الخارج إلى اكتسابه خبرة ومعارف كبيرة ساعدته على إجراء العديد من الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والتنموية على المستويين الداخلي والخارجي، حيث شهدت سلطنة عمان انتعاشاً اقتصادياً وازدهاراً في كافة المجالات مع بداية تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم، وفي عهده بدأ تصدير النفط بعد اكتشافه عام 1968، وحول نظام الحكم إلى الحكم الديمقراطي وألغى النظام القبلي وأنشأ مجلس الشورى ومجلس الشورى وقضى على الثورة الاشتراكية التي حدثت في محافظة ظفار، وتبنى برنامجاً سياسياً يقوم على خطط خمسية ونفذ العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية الداخلية والخارجية في السلطنة.
خارجيا
أقام السلطان قابوس نظاماً ديمقراطياً في البلاد وأجرى تغييرات إدارية تمثلت في تشكيل سلطة تنفيذية مكونة من جهاز إداري يضم مجلس الوزراء والوزارات المختلفة والدوائر والمجالس المتخصصة، ووسع العلاقات مع دول الجوار ودول العالم بعد إنشاء وزارة الخارجية وساهم في دخول سلطنة عمان إلى جامعة الدول العربية، وبنى علاقات خارجية تقوم على علاقات قوية مع دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتعزيز علاقات السلطنة معها جميعاً وإقامة علاقات ودية مع دول العالم الأخرى ودعم ومساندة القضايا العربية والإسلامية في كافة المجالات وتبني مواقف إيجابية محايدة في القضايا الدولية، وفتح أبواب سلطنة عمان على العالم بإنشاء القنصليات والسفارات والهيئات الدولية وإرسال واستضافة البعثات الدولية، وحقق الأمن والاستقرار داخل السلطنة وعزز العلاقات الخارجية ودعم عمليات التنمية في كافة المجالات، وحقق التعاون مع دول الخليج العربي من خلال مشاركته في مجال الدفاع المشترك لدول الخليج وانضمام عمان إلى مجلس التعاون الخليجي
داخليا
ولم يمنع اهتمام السلطان قابوس بالسياسة الخارجية وتحقيق الأمن والاستقرار الخارجي وتعزيز العلاقات مع دول الجوار والعالم من الاهتمام بالشأن الداخلي للبلاد، حيث أجرى العديد من الإصلاحات على المستوى الداخلي في كافة المجالات، واهتم بالتعليم فأنشأ المدارس والجامعات في كافة أنحاء البلاد وأنشأ جامعة السلطان قابوس التي ذاع صيتها في مختلف أنحاء العالم، وفي المجال الطبي بنى المستشفيات والمراكز الصحية وجهزها بكل المستلزمات والأدوات والأدوية والأطباء، وفي المجال الصناعي ركز اهتمامه على إنتاج النفط وتكريره فأنشأ مصانع تكرير وتصفية متطورة وصدره للخارج ودعم اقتصاد البلاد من عائداته.
وبالإضافة إلى بناء مصانع الأسمنت ومصانع تعليب الأسماك والتمور ودعم القطاع الزراعي وتشجيع المزارعين وتزويدهم بالآلات المتطورة والمعدات الحديثة وتوفير الدعم اللازم والكافي لتحريك عجلة الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء للبلاد، تحولت السلطنة في عهده من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة ومن دولة مستوردة إلى دولة موردة، بالإضافة إلى بناء شبكة متطورة من وسائل النقل البري والبحري والموانئ والمطارات بما في ذلك ميناء السلطان قابوس وميناء ريسوت.
انظر أيضًا: من هي زوجة سلطان عمان؟
هوايات السلطان قابوس
كان للسلطان قابوس اهتمامات عديدة، فقد كان مهتماً باللغة العربية وآدابها والعلوم الدينية والفقهية الإسلامية، بالإضافة إلى اهتمامه بقراءة كتب التاريخ والسياسة والعلوم العسكرية، فضلاً عن الكتب التي تتناول التراث العماني. وكان فارساً ماهراً مهتماً بالخيل، وأقام العديد من المهرجانات الفروسية ومسابقات الإبل العربية الأصيلة. وإلى جانب اهتمامه بحماية البيئة، أنشأ جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في عام 1989.
ومن هواياته الموسيقى، وكان يحب الألحان والأغاني العمانية في المهرجانات والاحتفالات الشعبية، وكان يحب الاستماع للموسيقى، وأسس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ودار الأوبرا السلطانية، كما كان مهتماً بالتصوير الفوتوغرافي، فكان يحمل الكاميرا معه في كل مكان ويلتقط صوراً للمناظر الطبيعية ومشاهد الحياة المتنوعة.
يقول السلطان قابوس عن هواياته: “منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل، حيث كنت أركب الخيل وأنا في الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحب ركوب الخيل، ولكن في الآونة الأخيرة بسبب كثرة العمل أصبحت هذه الممارسة نادرة جدًا، ولكن هذه الهواية لا تزال قريبة مني. كما أن الرماية هي هواية مفضلة لأنني تدربت عسكريًا، وهذه الهواية جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري ويعيش في مجتمع مثل المجتمع العماني الذي يفتخر بقدرته على حمل السلاح عند الضرورة. كما أنني أحب تجربة كل الأسلحة الجديدة في القوات المسلحة، سواء بندقية أو رشاش أو مدفع دبابة، ولكن الرماية بالمسدس والبندقية تظل الأفضل، وكنوع من الترفيه أستخدم أيضًا القوس والسهم”.
انظر أيضًا: معلومات مختصرة عن سلطنة عمان
وفاة السلطان قابوس
توفي السلطان قابوس يوم الجمعة 14 جمادى الأولى 1441 هـ الموافق 10 يناير 2023 م بعد معاناة مع مرض السرطان، وتولى السلطان الجديد هيثم بن طارق مقاليد الحكم من بعده. وفي التفاصيل، أعلن السلطان قابوس عن مرضه عام 2014 م، وثارت العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل سلطنة عمان واستمرارها على نهج سلطانها. وبعد وفاته عام 2023 م، تنازلت أسرته عن حقها في اختيار السلطان وطلبت من مجلس الدفاع فتح ومراجعة وصية السلطان قابوس تكريما له وتقديرا لمسيرته، متجاوزين بذلك النظام السياسي في المملكة الذي يفرض على الأسرة المالكة اختيار السلطان خلال ثلاثة أيام قبل اللجوء إلى فتح وصية الحاكم السابق. وأكد السلطان الجديد أنه سيسير على خطى السلطان قابوس في الثوابت التي التزم بها في مسيرته وهي: “التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول، والتعاون الدولي في مختلف المجالات”.[1]
وبذلك نكون قد أدرجنا تقريراً عن السلطان قابوس طيب الله ثراه، وتعرفنا على نسبه ومولده ونشأته وسيرته، ثم أدرجنا تقريراً عن حياته وذكرنا إنجازاته في سلطنة عمان داخلياً وخارجياً، وتعرفنا أيضاً على هواياته واهتماماته، فهو قدوة يحتذى بها، يقود بلاده إلى الرخاء والتطور والنماء.